رئيس الجمهورية يُعرف بموريتانيا في قمة عالمية بحضور ترامب... بداية لعلاقات أوسع؟ / تقرير: عبد الله أمانة الله

في مشهد لافت تابعه الرأي العام الدولي، قدّم رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، عرضًا مقتضبًا عن موريتانيا خلال استقباله في البيت الأبيض من طرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك ضمن فعاليات قمة جمعت قادة خمس دول إفريقية، من بينها موريتانيا، الغابون، غينيا بيساو، ليبيريا، والسنغال.

وقد أدى عدم تنسيق توقيت الكلمة بشكل صارم – إلى مقاطعة غير مقصودة من ترامب – إلا أن الرئيس غزواني حرص على تقديم بلاده بصراحة نادرة، معرفا موريتانيا بأنها دولة صغيرة من حيث مؤشرات التنمية، لكنها عظيمة بموقعها الجغرافي وبما تزخر به من ثروات معدنية هائلة.

وقد بدت تلك الكلمة، في ظاهرها، تعريفية بسيطة، لكنها تحمل دلالات مهمة: فالعالم لا يعرف الكثير عن موريتانيا، والكثيرون – من بينهم ترامب نفسه خلال حملته الانتخابية – لم يكونوا على دراية بها، وهو ما يفسر ضرورة هذه المقدمة الواضحة في قمة يتابعها الملايين عبر وسائل الإعلام العالمية.

وفي موقف بدا مفاجئًا للبعض، أشاد الرئيس الموريتاني بجهود نظيره الأمريكي من أجل السلام في العالم، مشيرًا إلى وساطته في النزاع بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، ومعلنًا دعم موريتانيا لترشيح ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام.

وقد وجدت هذه التصريحات صدى واسعًا في الإعلام الأمريكي، حيث تم تداول مقطع إجابة الرئيس غزواني على سؤال متعلق بالجائزة بشكل كبير على منصات التواصل ووسائل الإعلام الكبرى.

وفي بادرة دبلوماسية قد تحمل مؤشرات على اهتمام أمريكي متجدد، قامت غرفة التجارة الأمريكية العربية بالترحيب عبر تويتر بزيارة رئيس الجمهورية إلى واشنطن، مستذكرة لقاءات سابقة جمعت مسؤولين موريتانيين مع ممثلي الغرفة، وهو ما قد يمهد لمزيد من التعاون في مجالات الاقتصاد والاستثمار.

ورغم الطابع البروتوكولي لهذا اللقاء، يرى مراقبون أن مجاملة ترامب للرئيس غزواني قبل بدء كلمته – وهي مجاملة لم تشمل باقي الزعماء – قد تكون إشارة إلى اهتمام محتمل بالعلاقات المستقبلية مع موريتانيا، رغم أنها لا تملك ترسانة نووية أو اقتصادًا ضخمًا، لكنها تملك شيئًا آخر: موقع استراتيجي، وثروات طبيعية، واستقرار سياسي يُعد نادرًا في المنطقة.

ختامًا، فإن ما حدث في البيت الأبيض قد لا يكون سوى بداية لمسار جديد في العلاقات الموريتانية الأمريكية، مسارٌ عنوانه الاعتراف، والمصالح، وضرورة الحضور على خارطة العالم.